رئيس التحرير يكتب

Posted by مجلة إشراقة on 1/22/2011 11:32:00 ص

ولن تنساكِ ألحاني 


وتمضي...يا زمانَ الحبْ


فتقتُل عشقنا فينا


وذاك الحُبُ في قلبي


غدا في الشوق سكينا


فما بقيت سوي الذكري


بقايا من...أغانينا


حطامٌ من ... أمانينا


وحتي الحُزنُ في عمري


كتابٌ ضاق ما فينا


علي الأوراق يطوينا


فيبكي من... مآسينا


فما أَبقَيتَ في عمري !


فما الشكوي تُعَزّينا


ولا الآمالُ.. تحمينا


    


وقالتْ حينما رَحَلَت


هوي الأشواقِ في قلبي


سيبقي الحبُ عنواني


وتَبقَي أَنتَ يا عمري


لقلبي طيف وجداني


وإن ظلّت علي قلبي


سطورُ الحُزنِ تهواني


ستبقَي أنتَ في عيني


وروحي...كلُّ سُكّاني


وإن غابتْ بكَ الدنيا


فيوماً...سوف تنساني


وتمضي يا زمانَ الحبْ


وقهرُ الناسِ سجَّاني


وكم غابتْ بيَّ الدنيا !


فما طاوعْتَ نِسيانِي


ويبقي الحبُ في قلبي


دماءٌ .. فوقَ شطآني


سئمتُ الحبَ يا زمني


وذاتُ الجرحِ أوطاني


يقولُ الناسُ عن ذنبي


بأَنَّ الشوقَ عِصياني


وأنَّ الحزنَ .. ألحاني


وسُودُ الورد ألواني


وما جدواه إنْ حُلمِي


طوتهُ اليومَ أكفاني


لأنَّ الشوقَ .. مَعصِيتي


وذاكَ الحبُ عنواني


سئمتُ الحُبَ يا زمني


دماءُ القلبِ في يَدِنا


قتلناهُ ... بإيدينا


وما عادت لنا الأشواقُ


أوطاناً ... تُواسينا


فقد جفَّت سطورُ الحبِ


ما عادتْ ... تُسّلينا


يموتُ الحبُ في زمني


وتَبقَي فيكِ ... أوطاني


وإنْ هانت بنا يوماً


رحلتي ... فوق شطآني


فأنتِ الحبُ يا عُمري


ولن تنساكِ ألحاني...
====================================================================

 

خلف أسوار معهد الأورام


بخطوات سريعة عبرنا تلك البوابة الضيقة. في زيارة لأسرتنا الجميلة ( إشراقة ) لذلك المكان الذي لم أعلم ما ينتظرني فيه فتلك هي زيارتي الأولي. لم أكن أعلم حتي ماذا سأفعل. صعدنا درجات السلم لنصل وجهتنا ولا أخفي دهشتي من شدة النظافة والعناية الموجودة بالمكان لدرجة أننا إعتقدنا أننا في إحدي المستشفيات الخاصة بل وكل من كان بالمستشفي يشيد بإجتهاد الإطباء وتلك علامة مشرفة. لم أكن أعلم أنه ينتظرني بالداخل آلاف من حكايات الحزن والألم خلف تلك الأسوار. أدركت بعدها كم أنني صغير لا أتحمل شيئاً مما يتحمله هؤلاء الأطفال أو ذويهم
1.      ذاك هو حسين الطفل الذي لم يبلغ من العمر الرابعة بعد. كأي طفل آخر ظهرت في إحدي عينيه بقعة سوداء صغيرة. كان من الطبيعي أن يلجأ والده إلي ذلك الطبيب الكبير الذي أجري للطفل المسكين جراحة باءت بالفشل وليت الأمر توقف عند ذلك بل أصيب الطفل بورم كبير جدا أسفل أذنه وأعلي رقبته وداخل عينه مما أدي إلي خروج عينه من مكانها وفقدانه الإبصار تماماً بتلك العين. شهدت ذلك الألم في عيون والده الذي لم تفارقه الإبتسامة وهو يقول ( ربنا يجازيه الدكتور ) أدركت عندها حجم المسئولية التي ستلقي علي عاتقي عندما أنتهي من تلك الدراسة وأن الخطأ يكلفني الكثيير !!
2.      هناك ليس ببعيد عن حسين تستلقي صفاء إبنة الثماني سنوات تختفي مشاعرها خلف علامات المرض. واضح أنها لا تستطيع الحركة! تجاذبت أطراف الحديث مع والدتها كان الحديث عاديا جدا في بدايته. فالمسكينة مصابة بورم فوق رئتها اليمني كبير لدرجة أنه برز من ظهرها. كان كل شيء طبيعياً إلي أن ورد إلي عقلي ذاك السؤال الغريب!! أين والد صفاء؟!! خرج مني السؤال بطريقة بديهية لأجد والدتها تجيب بكل حسرة ( الله يسهله بقي يابني ) علمت بعدها أن والدها قد تركها وهي مريضة ولم يكلف نفسه عناء السؤال عن ابنته المريضة التي ترقد في ذات السرير منذ 4 شهور وربما أكثر بعد أن انفصل عن والدتها. كانت صفاء في قمة الإرهاق عندما وصلنا. فقررنا أن نتحدث إليها قليلاً ونخرج الدفتر والألوان لنلعب سوياً. وللمفاجأة قامت صفاء من ذاك السرير وظهرت لديها طاقة لا أعلم مصدرها وبقيت تلعب معنا بكل نشاط حتي تركنا ذلك المكان.
3.      علي الجانب الآخر وبين أحضان أمه بقي محمد ينظر إلينا نظرة غريبة تملأوها البراءة. فهو لا يعلم من نحن! ولماذا نحن هنا! فهو ابن العام ونصف العام شاءت أقدار الرحمن أن يصاب بورم فوق الكلية ليجلس في تلك المستشفي يقضي أيام طفولته الأولي. بالطبع لم يكن يقدر علي الكلام. ولكن أشد ما لفت نظري هو والدته الشابة التي تحتضنه بين يديها. من الواضح أنه أول ابن لها. لم تفارقها الإبتسامة والأمل منذ رأيتها. ما إن قلت كلمتي الأولي حتي وجدتها تنظر أرضاً وعلي وجهها حمرة الخجل!! تجيب بكل اقتصار تظن للوهلة الأولي أنها لا تريد الحديث معك. ولكن بعد لحظات تتبين أنها شديدة الخجل. ربما لن يسعني وصف تلك السيدة ولكني أتمني أن يرزقني الله من تمتلك نصف مقدار ذاك الخجل فقط!!
الحكايات تتكرر ما بين هؤلاء الأطفال كل ما يجمعهم سوياً هو معاناتهم من المرض. ربما لم نقدم شيئاً ذا قيمة لهم فالشفاء بيد الله عز وجل. ولكننا كنا في قمة السعادة ونحن في ذلك المهرجان الصاخب في غرفة الألعاب مع الأطفال جميعاً. قمة ما لفت نظري هو توافر كل وسائل اللعب للأطفال بالمستشفي المجهز علي أعلي مستوي. حمداً لله أن لدينا في مصر صرحاً كهذا يعالج هؤلاء المساكين. البسمة علي وجه الجميع ونحن أكثر المبتسمين. ربما عدنا مع هؤلاء الأطفال صغاراً فلم نشعر بالوقت الذي مر سريعا ونحن سوياً. ولكن ككل شيء في هذه الحياة يتوجب علينا الرحيل. كم هو مقدار السعادة التي لا توصف عندما تسمع دعاء أمهات هؤلاء الأطفال لك فأنت تعلم جيداً أنها دعوات من القلب يتقبلها رب العالمين. ودعت هؤلاء الأطفال وحبست تلك الدموع خلف الابتسامة الهادئة. وخرجنا من تلك المستشفي وقد تعلمت دروساً لن أنساها أبداً. أدركت كم أنني صغير وهمي لا يساوي أي شيء مقارنة بما يحمله طفل من هؤلاء!!
خرجت من تلك البوابة الضيقة وقد سقط التعب والأرهاق علي جسدي فجأة فلم أستطع الوقوف. وفي قلبي تتردد دعوات لهؤلاء أن يشفيهم الله جميعاً. وأرجو من كل من يقرأ هذه الكلمات أن يدعو لهؤلاء الأطفال. حملتني قدماي بعيداً عن ذلك المكان وقد ألقيت عليه نظرة الوداع فهل سأعود إليه من جديد!! ففي داخله قصص لا تنتهي من الألم والحزن قد تجمعت خلف ذاك السور. قصص الأبطال الحقيقيين فهل سيمد الله في عمري حتي أشاهد هؤلاء مرة ثانية في وضع افضل!! ربما