من ميدان التحرير شاهد عيان - وحيد محمد اللوزي

Posted by مجلة إشراقة on 2/02/2011 09:24:00 م

كواليس ايام الغضب من ميدان التحرير شاهد عيان


يؤدى المصلون صلاة الجمعه و يجهز الامن المركزى و الشرطه بكل فرد فيها بالتمركز فى المناطق المتوقع التظاهر فيها و الكثير منهم حول كل المساجد العامه الكبيرة بمجرد سماع السلام عليكم تتفاجأ بقنابل مسيلة للدموع كالمطر و عربيات رش المياة تزيد الجو رطوبه كانها تنظف ما بالناس من معتقدات بطلبهم لتنحى مبارك

فيتشتت شمل الناس و يتفرقو فى لحظات و بمجرد خروجهم ترى تجمعهم مرة اخرى فى شوارع مجاورة و يتحدوا ثانية وان كنت مشاهد من احدى المنازل ترى على يسارك ما يقارب المائه من قوات الامن المركزى باسلحه مختلفه منها الغازات و الرصاص المطاطى و الحى و الخرطوش و هو لتشوية الجسم و الوجه و على يمينك متظاهرون يهتفون سلميه سلميه

ما بيدهم حتى حجر يلقون به على من يهجمون و بكل قوة عليهم لا تفكر فى شىء سوى اين شاهدت مشهد كذلك من قبل فتتذكر العراق وما اصابها من احتلال

تمر الساعات و محاولات الكر و الفر من الطرفين مستمرة تبدو كحرب سجال لا يفوز فيها احد مئات المصابين و عشرات القتلى ولكن يذهلك مدى حب الناس لبعضهم البعض و مدى خوف الاخ على اخيه و على اخته المتظاهره معه فكل من يقع او يصيب يتجمع عليه الاخوة ف الهدف و الدين و العروبه و يساعدونه على قدر معرفتهم بما فيه... مئات حالات الاغماء بسبب الطرق الخاطئه تماما فى استعمال الغازات ولكن ترى من كل جانب احدا يضع الخل على المناديل و يضعها على وجه المريض و من يمسح وجهه بالماء و من يفوقه و يشجعه

كان الفرد يشترى شيئا يكفى لعشرة فكل واحد منا كان بداخله ايمان بان الهدف واحد و الاتحاد قوة لا تقهر

احيانا تتفاجأ بانسان يزحل على الارض بجانبك من قبل شرطيين بلباس مدنى تصرع و تبدأ تشك فى كل من بجانبك ولكن فى عيون تلك الشباب من حماسه و اصرار و مثابرة و قوة تستطيع التفريق تماما بين الجاسوس كلب النظام و بين من ينادى للحريه و ينزف الدماء لاجلها

كان للحكومه خطه و كانها تريد تشريح جثث احياء و كان المتظاهرون لا تسمع منهم الا سلميه سلميه .... ثورة حتى المووت ... الشعب يريد اسقاط النظام .. مبارك يا جبان يا عميل الامريكان و ان اتى بعض مستغلى المواقف و راكبى كتوف الشباب احدى الاحزاب يوزع منشورات لاشهار اسم الحزب و كأنه مؤسس المظاهره كنا بقوة فى لحظه واحدة .. دى شعبيه مش حزبيه

الشعب و الشباب فى وعى تام بما يحدث و بما يفعل و على ايمان غير عادى بحلمه الذى لن يوقفه احدا ان شاء الله

تستمر المعركه بين كلاب السلطه و امل الامه و تشتد الاشتباكات بطلق نارى لا يتوقف بكل انواعه حى و مطاطى و مشوه للجسم و الوجه كنا نتنقل من مكان لاخر حتى يتبعونا و يكون هناك فرصه لدخول ميدان التحرير كان فى تفكيرنا انه اذا دخلنا الميدان فزنا فى المعركه ولا اعرف السبب ولكن اظن لقوة اسمه و تاريخه كميدان يدعو للحريه و ما الى ذلك فهو الفيصل لنا

ولكن فجاة تسمع خبر انسحاب الشرطه ينتشر كالبرق فنسيطر بسهله ع ميدان التحرير و من ناحيه اخرى ترى المدرعات و الدبابات تجوب المدينه فتلقى ترحيبا هائلا من المتظاهرين يظنو النصر استجاب لهم ولكن مع الوقت يكتشف انهم حرس جمهورى فقامو المتظاهرون بحرق عربتان كما رأيت تخص الجيش و انتشرت القوات من ذاك الحين فى جميع المناطق المهمه بالمدينه القوات المسلحه

وكما اعلن الرئيس عن حظر التجول ولكن لوقتنا هذا كانه وحده يطبقه فقط لم يأخذ اى اهتمام هذا القرار الغبى تمامااااا

انتهى يوم الجمعه بقبله النصر للمتظاهرين و فى صباح السبت الهتافات لا تتوقف مازال الريس لم يعلن التنحى و الاستقاله و ف تلك الاثناء لم يكن هناك مدخلا واحدا للتحرير لا يوجد به مدرعات و جنود و دبابات و التفتيش ذاتى بمعنى الكلمه بدايه من يوم الاحد مما

رأيت يوم السبت صباحا حتى مساء هو عبار عن بيتا لا سقف له تحته اخوة و حب و مشهد حقيقه لن يتكرر او لن تراه عينى ثانيه اعداد هائله هدفها واحد تشدو لحنا واحدا و من الممتع ان ترى وجبات تنتشر لياكل من نام ف الميدان و من لم يفطر و المياة المعدنيه توزع على الجميع و مشهد لا يمكن وصفه من توافق بين الناس و تشجيع ممن لا يقدر لمن يقدر ان لا يتوقف عن المطالبه بحلمه و هدفه

تتماشى فى الميدان او المنزل لمن يطالب بالحريه و ترى الاحضان و القبل بين قوات الجيش و المتظاهرين و اكثر الجمل تسمعها انتو معانا ولا معاهم فبكل قوة من الجندى معاكم طبعا احنا هنا عشان نحميكو طبعا ده الجيش الحقيقى مش حرس جمهورى لانه انسحب لان غلط الريس يستعملهم قبل الجيش نفسه و فى تلك الاثناء محاوله لاقتحام مبنى وزارة الداخليه بالرغم من وجود الجيش الا ان مات اربعه امام عينى ولكن يقولو حصيله القتلى يوم السبت 7 وانا اصبت برصاصه مطاطيه و الجيش حركته بطيئه ف ذلك الموقف جدا جدا جدا كان المتظاهرون يركبون الدبابات و هى ذاهبه لسد وايقاف مذبحه الداخليه ليتوقف عدد القتلى و المصابين ولكن كل من يركب الدبابه من الاعلى يصاب من طلقات الشرطه بالرغم من اعلان تقديم استقاله كل وزير الا ف ذلك اليوم مازال العادلى بالداخل حتى غادر صباح الاحد و هو يوما هادئ نسبة الى ما حدث من مجازر ف الايام السابقه اتى الكثير من الممثلين ولكنى لم احضر سوى خالد الصاوى و احمد عيد قاموا بالهتافات و بأسقاط النظام الفاسد و مبارك الطاغيه و كالعاده حياة مستمرة فى ميدان يملؤه الامان فى غياب الشرطه فى عودتك للمنزل ترى اللجان الشعبيه كل الشباب يتجمعو فى الشوارع و بيدهم اسلحه مختلفه الانواع يحرسون ديارهم وان مسكو غرريب فيدعو بالرحمه على نفسه ففى ذلك الوقت يفرجون عن السجناء و يقومو بالسطو و النهب و السرقه و حرق كل ما استطاعت يدهم ان تمسك و تستمر هتافات الشباب فهم ف ذلك الوقت يحمون المتحف من السرقه سلميه سلميه

ولا تخلو حس الدعابه لدى المصريين كالعاده ففى اقسى لحظات المظاهره هناك ما يضحك من تصرفات او اقاويل و هناك من الهتافات تضحك كثيرا ايضا منها احد النساء كانت تقول بصوت ساخر يا جمال يابو طويله ابوك خلانا ع الحديده و كل واحد يحاول ان يقول شيئا ظريفا او يكون فريدا به ولكنه يتحول لنكته نضحك عليها و تظل الهتافات ارحل يا مبارك تل ابيب ف انتظارك او السعوديه ولكن اتفق المتظاهرون على انها ارض طاهره كيف يلوثها فاتفقو على تسميته بالخنزير و تل ابيب يوم الاثنين و ما يليه تستمر اعمال التحضر و اثبات السلميه و عدم التخريب فيقوم الشباب بتنظيف الميدان تماما و مشهد فى غايه التحضر افتخر به كثيرا افتخر فى الامر كله انى مصرى من بين تلك الحشود الجامعه اناشد بالحريه من كان بأمكانه المجىء ولم يفعل فهو ضعيف و لكن هناك من تحكمهم الظروف فاقول لهم نحن السنكم و اعينكم و ايديكم

افضل تغطيه و نقل للحقيقه كانت قناة الجزيرة و اسوا قناة رأتها عينى من كذب و دهاء قناة النيل الاخباريه

فى بدايه ظهور الطائرات الحربيه قلت انها ستقتلنا جميعا غير الجميع من حولى بالميدان قالو الله اكبر و كانو يهللو فرحه لرؤية الجيش الذى طالما كان ولاءه و عطاءه لمصر مستمرا و الحمد لله ان ظنى خاطئا ولكن ليس تماما فكانت الطائرات تحاول التخويف و اثارة الهلع و التشويش على هتافاتنا و بعدما فهمنا ذلك من تكرار دوران الطائرات حولنا و بالقرب منا كانت الهتافات

حسنى اتجنن ولا ايه مش عارف يعمل ايه

ارحل ارحل ارحل

الشعب يريد اسقاط النظام

بعيد عن كل هذا و فى كل يوم ترى الحماسه و الاصرار فى الشباب تشعر كان الحلم اقرب مما تتخيل طالما لا استسلام ولا خوف الحلم مستمر و الايمان موجود و الصلاة بأى مكان كانت تزيد من الاصرار كثيرا

واقول مما رأيت لن يتوقف شباب امتى عن طلبهم حتى يتحقق اصغر مطلب و اكبره

كلما ازداد المعارك بين الشرطه و الشعب يزداد الاصرار بطريقه لا يمكن وصفها

لم اوصف كل ما رأيت و لكن هذا ما تذكرت

وحيد اللوزى